الرئيسية » تكوين ذاتي » أهمية التداريب الميدانية بأسلاك التعليم ونماذج تقاريرها

أهمية التداريب الميدانية بأسلاك التعليم ونماذج تقاريرها

أهمية التداريب الميدانية بأسلاك التعليم ونماذج تقاريرها

تقديم

خلال التداريب الميدانية بأسلاك التعليم الثلاث تتم تنمية مجموعة من المهارات، سواء في علاقة الأستاذ بالمتعلمين أو بالمؤسسة أو بين الأساتذة أنفسهم، بحيث يتم اكتساب المعرفة بشكل واع ومقصود، وينتقل الأستاذ المتدرب من مستوى المعرفة المحدود إلى الممارسة الفعلية والنمو المهني، من خلال تفعيل “الباراديغم” نظري-تطبيقي-نظري.

وسوف نتطرق في ما يلي إلى أهمية التداريب لدى الأستاذ وبعض الصعوبات التي تواجهه خلال فترة التدريب مع اقتراح حلول كفيلة لتخطي هذه الصعوبات بالإضافة إلى بعض نماذج تقارير التداريب الميدانية بالمؤسسات التعليمية.

أهمية التدريب الميداني

يعتبر التدريب الميداني ذا أهمية كبيرة لبرنامج إعداد الأساتذة الجدد، ونذكر فيما يلي أهمية وأهداف هذا التدريب الميداني:

  • إعطاء للأستاذ فرصة التعامل مع مختلف الضغوط التي قد يواجهها أويتعرض لها بعد تخرجه من المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين؛
  • مساعدة الأستاذ على تطوير مدى فهمه لإجراءات العملية التعليمية التعلمية؛
  • تعزيز مهارات التكوين الذاتي لدى الأساتذة المتدربين، وإتاحة الفرصة للتفاعل والتعاون مع الأساتذة ذوي الخبرة والتجربة في الميدان؛
  • منح الأساتذة مستوى عال من الشعور الإيجابي، والرضى نحو المهنة التي يرغبون في تعلمها؛
  • مساعدة الأستاذ على فهم احتياجات وخصائص المتعلمين، ومعرفة الأدوات، والوسائل التعليمية المستخدمة في العملية التعليمية التعلمية؛
  • مساعدة الأستاذ المتدرب على اكتساب قدرات ومهارات جديدة، حيث تمكنه هذه المهارات من توسيع مفاهيمه، وتعديل اتجاهاته، وترسيخ قدرته على الابتكار، والإبداع، والتجديد؛
  • تمكين الأستاذ من التخلص من العادات السلبية، والأفكار الخاطئة التي قد تعيقه عن التلاؤم مع التقدم السريع والكبير في حجم المعرفة، وكمِّ المعلومات الهائل؛
  • الربط بين الجانب النظري (المعرفة المكتسبة) والجانب العملي (التدريب الميداني)؛
  • تعويد الأستاذ على حب العمل المفيد والنافع للمجتمع، وتقدير قيمة التفاعل، والارتباط المشترك مع مجتمعه.

أنشطة وممارسات الأستاذ المتدرب خلال فترة التدريب الميداني

  • التعرف على مكونات ومرافق المؤسسة؛
  • التعرف على مهام الإدارة التربوية والتأطير التربوي؛
  • معاينة مختلف الوثائق الخاصة بالأستاذ ومهامه؛
  • معاينة مختلف الوثائق الخاصة بالمتعلم؛
  • التعرف على برنامج المستوى الدراسي المسند إلى الأستاذ المتدرب؛
  • التعرف على خصوصيات المتعلمين للقسم المسند إلى الأستاذ المتدرب؛
  • تحمل المسؤولية الكاملة لتدريس القسم أو الأقسام المسندة إليه؛
  • تخطيط دروس القسم أو الأقسام المسندة إليه؛
  • تدبير الأنشطة التعلمية للقسم أو الأقسام المسندة إليه؛
  • بناء وتدبير أنشطة تقويمية وفق معايير ومؤشرات؛
  • الإسهام في مشروع المؤسسة وأنشطتها.

التوثيق وإعداد الملف الشخصي

الملف الشخصي (Portfolio) أداة تصف السيرورة المهنية التي يسلكها الأستاذ المتدرب من أجل إنجاز مهام معينة تساعده على تدبير التعلم وتنظيمه. ويضم وثائق وأعمال وإنجازات المعني بالأمر، كما يعتبر أيضا وسيلة للتكوين الذاتي وأداة للتقويم من طرف المؤطر ولجنة التقويم النهائي.

يجب على الأستاذ المتدرب توثيق جميع الأنشطة التربوية والإشعاعية في ملفه الشخصي.

المشروع الشخصي (البحث التدخلي)

تعريف

في نهاية التدريب، أي في السنة الثانية من التكوين، ينجز الأستاذ المتدرب تقريرا إجماليا عن سيرورة التدريب، يتضمن معالجة ظاهرة تربوية تمت معاينتها أثناء الممارسة الميدانية (الرصد وتجميع المعطيات، التحليل والتفسير، اقتراح الحلول وتجريبها، نتائج وخلاصات)؛ ويعرضه ويناقشه أمام لجنة التقويم.

ويهدف التقرير إلى إنماء قدرات الأستاذ المتدرب على الوصف والتحليل والاستنتاج والتعامل المنهجي مع الظواهر البيداغوجية والتربوية.

العناصر الأساسية المكونة للبحث التدخلي

يشتمل التقرير على العناصر الأساسية التالية:

  • صفحة الغلاف: تضم الاسم والنسب والمسلك والتخصص، عنوان الموضوع، تاريخ المناقشة، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الأصلي، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين المستقبل إن وُجِد، اسم المؤطر…
  • تصميم التقرير؛
  • المقدمة: يوضح من خلالها الأسباب والحوافز لاختيار الموضوع، الظاهرة المراد دراستها؛
  • المضمون: توصيف سيرورة التدريب، تحديد الظاهرة وتحليلها والنتائج التي توصل إليها الأستاذ المتدرب، المشاكل والإكراهات، الحلول والاقتراحات…
  • الخاتمة: خلاصة للتقرير؛
  • المراجع: الكتب، النصوص القانونية، مجلات، منشورات، مواقع الانترنت…
  • الملحقات: الوثائق التي تم الاستعانة بها.

تقييم التدريب الميداني والمشروع الشخصي

يتم تقويم كفايات الأستاذ المتدرب في إطار التكوين العملي من خلال عرض ومناقشة المشروع الشخصي أمام لجنة بناء على شبكة معدة لذلك.

عوائق قد تواجه الأستاذ المتدرب وكيفية التغلب عليها

أول وأهم مشكلة قد تواجه الأستاذ المتدرب هي مشكلة التكيف مع جو التدريب، فالأستاذ الجديد اعتاد على نظام الجامعة والذي يعتمد كثيرا على الجانب النظري، فيأتي التدريب الميداني وعلى الأستاذ واجبات كثيرة وجديدة وبعيدة جدا عن الشق النظري. المشكلة هنا لحسن الحظ مشكلة مؤقتة، وهناك فرق بين الأساتذة المتدربين في الوقت المستغرق في التكيف مع أجواء التدريب. لكن ما يساعده على التكيف هو الاندماج مع جو التدريب بشكل أسرع.

ثانيا، قد يواجه الأساتذة المتدربون مشكلة عند تحضير وإنجاز أول درس، وربما ثاني وثالث وعاشر درس، فيشعر المتدرب بالإحباط وربما التفكير في الانسحاب، لكن ثق تماما أنك إن كنت عازما فعلا على تخطي تلك الأخطاء فسوف تتخطاها، فالجميع مر في هذه المرحلة، ولكن من تغلب عليها هو من استفاد من أخطائه واستفاد من ملاحظات وتوجيهات الأساتذة المكونين وكذا الأساتذة الآخرين ذوي الخبرة والتجربة في الميدان.

ثالثا، قد يواجه المتدرب مشكلة عدم تقبل زملائه له في المؤسسة، وعدم قدرته على الاندماج معهم، وهذه المشكلة غالبا ما تكون في البداية. هنا تظهر أهمية تكوين علاقات طيبة وإيجابية مع الأساتذة الآخرين والتي يفترض أن تُكوَّنَ منذ الأسبوعين الأولين، أيضا لا بد أن يكون الأستاذ المتدرب حازما ولينا في التعامل، وليس شديدا أو متساهلا ومتراخيا.

رابعا، قد يشعر المتدربون بالإحباط والشعور بعدم القدرة على التخطيط أو التدبير، وهذا الشعور قد يكون طبيعيا في بداية الأمر، لكن يجب أن تحوَّل هذه المشاعر السلبية إلى مشاعر إيجابية.

خامسا، قد يواجه المتدرب مشكلة استغلال من قبل المؤسسة، حيث يكلف الأستاذ بأمور ليست من واجباته، كإجباره على تزيين المؤسسة أو القيام بأعمال إدارية مرهقة. هنا يجب على الأستاذ المتدرب أن يقوم بواجباته فقط.

سادسا، كما قد يواجه المتدربون مشكلة عندما تقع حادثة لأحد زملائه أو أحد المتعلمين، وقد يعتقد الأستاذ المتدرب أن لا شأن له بهذا الحادث، لكن لا بد من إخبار رئيس المؤسسة ليكون على علم بالحادث ويساهم في حل تلك المشكلة.

سابعا، وأخيرا، أنت أيها الأستاذ الجديد، قد تسمع كلاما كثيرا من القيل والقال والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، هنا أغلق عينيك وآذانك عنها، وتذكر أن هدفك الأول هو التكوين والتدرب لا غير.

الكفايات المهنية للمدرس

إن امتلاك المدرس للكفايات المهنية أمر ضروري ومهم حتى يقوم بمهمته على أكمل وجه، آخذين بالاعتبار تكامل هذه الكفايات مع بعضها البعض. والمقصود بالكفاية المهنية هي قدرة المدرس على القيام بعمله كمدرس بمهارة وسرعة وإتقان. والمدرس “الناجح” هو الذي يمتلك الكفايات الأساسية للتعليم والتي يمكن إجمالها في ما يلي:

  • كفايات مرتبطة بطبيعة المنظومة التربوية، حيث يمتلك المدرس معرفة دقيقة بالنظام التربوي وغاياته وأهدافه ومكوناته الأساسية، والأنظمة التي يتأسس عليها؛
  • كفايات معرفية مرتبطة بمجال التخصص بحيث يجب أن يتوفر المدرس على معرفة دقيقة ومحترمة بالمعارف العلمية الضرورية المرتبطة بمادة تخصصه؛
  • كفايات منهجية بحيث يمتلك المدرس القدرات اللازمة للممارسة البيداغوجية، منفتحا على المستجدات البيداغوجية ومتمكنا من آليات التدريس؛
  • كفايات ذات علاقة بالقيم بحيث يكون المدرس ملما بمنظومة القيم المجتمعية وبالقيم الكونية التي يتطلبها البعد الكوني والإنساني؛
  • كفايات البحث والتكوين الذاتي بحيث يمتلك المدرس الأدوات الأساسية لإنجاز وممارسة البحث التربوي العلمي؛
  • كفايات الانفتاح على المحيط وهي كفايات عملية في بناء المشاريع وإتاحة الفرصة لمجالس المؤسسة ولفضاءاتها للاستفادة مما تتيحه الشراكات المتنوعة من إمكانيات للمؤسسة التعليمية؛
  • كفايات التنظيم بحيث يتملك المدرس كافة القدرات الضرورية لتنظيم نفسه وعمله ودروسه وفضاء اشتغاله وأندية مؤسسته؛
  • كفايات التنشيط وتستلزم هذه الكفايات تملك المدرس للقدرات المتعددة والمتنوعة للتنشيط داخل الفصل وخارجه، خاصة في تنشيط الندوات واللقاءات والأنشطة المندمجة؛
  • كفايات التقويم وتقتضي هذه الكفاية معرفة دقيقة ومستمرة ومواكبة للتطورات التي يعرفها مفهوم التقويم وأصنافه ووظائفه وتقنياته؛
  • كفايات تكنولوجية وهي القدرة على استخدام التكنولوجيا الجديدة باستعمال العدة والعتاد المعلوماتي لإدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم.

خاتمة

لضمان تداريب ميدانية ناجعة لا بد من توفر بعض الشروط من أبرزها ضمان حضور جميع المتدخلين في تأطير الوضعيات المهنية.

بعض نماذج تقارير التداريب الميدانية بالمؤسسات التعليمية:

مواضيع ﺫات صلة

التعليقات

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

*