غرفة سعيد بها طاولة عليها تلفاز وبعض الكتب وساعة وطاولة أخرى عليها بعض الألعاب وكرة قدم.
أنهى سعيد واجباته المدرسية وأدخل كتبه في محفظته وينظر إلى الساعة.
– سعيد: الساعة الآن تشير إلى الرابعة والنصف.. ماذا سأفعل؟ إنه وقت الفراغ.
يأخذ الألعاب ويلهو بها قليلا ثم لا يلبث أن يقذف بالألعاب.
– الكرة: ما بك يا سعيد؟ لماذا أنت غاضب؟
– سعيد: إنني لا أعلم ماذا أفعل في وقت فراغي؟
– الكرة: تعال والعب معي في الشارع.
– سعيد: لا أستطيع، فقد وعدت أبي ألا أخرج إلى الشارع، ولا ألعب الكرة إلا في العطل.
– الكرة: إذن لنلعب هنا.
– سعيد: لا.. لا أستطيع لأن أمي ستغضب كثيرا.. لن ألعب معك. أريد شيئا آخر أقضي به وقت فراغي.
– التلفاز: أنا الحل الوحيد.. أنا الممتع.. أنا المسلي.. افتحني وانظر ما بداخلي من برامج ممتعة ومسلية.
يأخذ سعيد جهاز التحكم ويحاول تشغيل التلفاز.
– الكتاب: مهلا يا سعيد، ماذا تفعل؟ اترك جهاز التلفاز وتعال لتقضي وقت فراغك معي.. فأنا فوائدي أكثر وأفضل من فوائد التلفاز.
يتدخل التلفاز ويدفع بالكتاب بعيدا، ثم يمسك بيد سعيد.
– التلفاز: دعك منه، لا تذهب معه فالجلوس معه ممل. تعال معي لتستمتع.
– الكتاب: إنك حقا جاهل أيها التلفاز. أنا شجرة تؤتي أكلها كل حين.. أزهارها لا تذبل.. وثمارها لا تفنى.. فلماذا تبتعد عن صحبتي.. أنا أصدق صديق وأنبل جليس.. إذا طلبتني أجبتك.. وإن احتجتني أعطيتك.. فمن سيعطيك كل هذا غيري.. تعال يا صديقي وخذني بين يديك لآخذك بين أحضان صفحاتي.. امنحني وقتك.. وسوف أعطيك بحورا من العلم وأفتح لك آفاقا من المعرفة.
– سعيد: صدقت يا كتابي.. أنت أفضل صديق؛ بين صفحاتك وجدت المتعة والسرور.
يحتضن سعيد كتابه.
– سعيد: لن أفارقك بعد اليوم أبدا يا كتابي.