منهجية تدريس مادة النشاط العلمي بالسلك الابتدائي

منهجية تدريس مادة النشاط العلمي بالسلك الابتدائي

تقديم

يعرف تدريس العلوم خلال السنوات الأخيرة تطورا مستمرا من طرف عدد من الدول، رغبة في تربية الفرد تربية علمية، تصنع منه فردا مستقلا ناقدا واعيا، ذا خيال واسع لمواجهة تحديات العصر البيئية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن هنا لا ينبغي أن نعتبر العملية التدريسية عملية ثابتة، بل هي عملية دينامية مستمرة ومتطورة تتغير بالتغيرات التي يعرفها العالم في مختلف المجالات، ولعل هذا ما سعت إليه منظومة التربية والتكوين خلال السنوات الأخيرة، في سياق المقاربة الجديدة المتمثلة في تطوير النموذج البيداغوجي، عبر تنقيح وتطوير المناهج والبرامج الدراسية وتجديد مهام المدرس ومكانة المتعلمة والمتعلم، بعد مرورها من مرحلة كمون دامت زهاء عقدين.

وانسجاما مع ذلك، واستنادا لنظريات التعلم الحديثة، التي تؤكد بأن التعلم الحقيقي لا يمكن أن يحدث من دون النشاط الفاعل للمتعلم، فإن تدريس مادة النشاط العلمي بالسلك الابتدائي وفق المنهاج المغربي لا يركز على تزويد المتعلمات والمتعلمين بالمحتوى العلمي فقط، بل يسعى بدرجة أولى إلى تمكينهم من الطرائق والخطوات المنهجية والمهارات التي يستخدمها العلماء للوصول إلى هذا المحتوى العلمي، بمعنى أن تملك الخطوات المنهجية ومهارات التفكير العلمي مرحلة أساسية للوصول إلى المعرفة العلمية، وهذا الاختيار يجد تفسيرا له في أن الانتشار الكبير للمعرفة الإنسانية يجعل مهمة المدرسة في مواكبته أمرا مستحيلا، لذلك فإن المخرج ينبغي أن يتم من خلال إعداد المتعلمات والمتعلمين وتزويدهم بالطرق والخطوات المنهجية وبمهارات التفكير العلمي، بما يمكنهم من البحث عن المعرفة واكتسابها بصورة ذاتية ومستقلة.

وفي هذا الإطار تم تبني نهج التقصي، ذلك أنه نهج ينتقل بالعملية التدريسية من متعلم سلبي، يستقبل فقط ما يقدمه له الأستاذ(ة) من معلومات جاهزة عن طريق الشرح والكتاب المدرسي، إلى تعلم يتمركز حول المتعلم، الذي يقوم بدور فعال في عملية تعلمه ويكون مسؤولا عنها. فنهج التقصي يسمح بخلق المواقف التي يأخذ فيها المتعلمون دور العلماء، فيبادرون إلى ملاحظة الظواهر، وطرح الأسئلة حولها، وتقديم تفسيرات ممكنة لها، وتصميم وإجراء اختبارات وتحقيقات لدعم أو نقض نظرياتهم، وتحليل البيانات، وتكوين الاستنتاجات، وتصميم وبناء النماذج.

الأهداف العامة لتدريس مادة النشاط العلمي

يهدف تعليم وتعلم مادة النشاط العلمي إلى تشجيع المتعلمات والمتعلمين وتمكينهم من:

  • تطوير التفكير النقدي والفضول العلمي وتنمية الخبرات لاستكشاف الذات والمحيط الطبيعي؛
  • اكتساب المعرفة والمفاهيم العلمية والمهارات لحل المشكلات واتخاذ قرارات مستئيرة في السياقات العلمية وغيرها؛
  • تطوير مهارات البحث العلمي لتصميم وتنفيذ خطوات البحث والتقصي، واستخرج المعطيات وتسجيل البيانات، والحكم على الأدلة العلمية لاستخلاص النتائج؛
  • التفكير بشكل تحليلي ونقدي وإبداعي في حل المشكلات والحكم على البراهين واتخاذ القرارات؛
  • التعبير عن الأفكار والبراهين والمناولات والتجارب العلمية بدقة وبطرق وأشكال متنوعة؛
  • تقدير مزايا العلم وحدوده وأهميته في التطورات التكنولوجية؛
  • فهم طبيعة العلم والعلاقات المتبادلة بينه وبين التكنولوجيا والمجتمع، بما في ذلك المزايا والآثار الناجمة عن التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والثقافية والأخلاقية؛
  • تبني مواقف إيجابية وتطویر قيم الصدق والأمانة العلمية واحترام الذات والآخر والبيئة المشتركة، والانخراط في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

مرتكزات تنقيح منهاج مادة النشاط العلمي

يستند تنقيح وتعديل منهاج النشاط العلمي، على عدة مرتكزات:

  • الرؤية الاستراتيجية 2015-2030: التي تدعو إلى ضرورة مواكبة واستدماج التحولات والمستجدات التي يعرفها العالم في العلوم والتكنولوجيا والمعارف العلمية، وضمنها ما يتصل بالتربية والتكوين والبحث العلمي والتقني والابتكار؛
  • القانون الإطار 51.17: انطلاقا من أهداف منظومة التربية والتكوين المشار إليها في المادة 3، والمتمثلة في الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة الشاملة، عبر إكساب المتعلمين المهارات والكفايات اللازمة، وتنمية قدراتهم الذاتية وصقل حسهم النقدي، وتمكينهم من الانخراط في مجتمع المعرفة والتواصل؛
  • آراء الفاعلين التربويين بالميدان: انطلاقا من الملاحظات الواردة من الميدان حول منهاج مادة النشاط العلمي، بناء على المراسلة الوزارية رقم 18/1303 بتاريخ 31 دجنبر 2018، في شأن البرامج والكتب المدرسية الجديدة بسلك التعليم الابتدائي؛
  • المواءمة مع المنهاج الافتراضي TIMSS: انطلاقا من أجرأة مخرجات اللقاء التاريخي الذي جمع مديرية المناهج والمركز الوطني للتقويم والامتحانات في شأن مواءمة المنهاج الوطني مع المنهاج الدولي TIMSS بتاريخ 29 يناير 2019؛ بحيث أصبح المنهاج الوطني يغطي أكثر من 93% من المنهاج الافتراضي TIMSS بعد أن كان يغطي أقل من 34%؛
  • استثمار ما راكمه تجريب المنهاج المنقح خلال السنوات الماضية، والاستفادة من التجربة اليابانية من خلال نتائج تنفيذ مشروع PEEQ، واستلهام التجارب الدولية الرائدة في مجال تعزيز تربية المتعلمات والمتعلمين على العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا (STEAM) ومعايير تدريس العلوم للجيل القادم (NGSS).

المضامين الأساسية لمادة لنشاط العلمي

تضم المضامین الأساسية موضوعات ذات طبيعة فيزيائية أو بيولوجية، وموضوعات في علم الأرض والفضاء. وهذا الاختيار ينسجم مع الكفايات المراد تحقيقها من خلال برنامج منفتح على مواضيع مرتبطة بصحة الإنسان، وبمختلف الكائنات الحية وبالوسط البيئي الذي تعيش فيه، ومواضيع تتعلق بالطاقة والمادة والميكانيك والفلك وغير ذلك …، كما تتناول المواضيع المدرجة في البرنامج مفاهيم أساسية كمفهوم المادة، والحياة، والزمان، والمكان، والسببية…؛ وتيسيرا لاستيعابها من قبل المتعلم(ة) يتم تناولها عبر المستويات الدراسية جميعها، وذلك وفق تدرج لولبي محكم يراعي قدرات المتعلم(ة) الفكرية والتسلسل المنطقي للمادة العلمية من حيث ترابط مواضيعها وتكاملها معرفيا ومنهجيا. وتهدف المضامين الأساسية إلى تزويد المتعلمات والمتعلمین بالمعرفة الأساسية الكافية – وليس لتعليم كل الحقائق- بحيث يمكنهم الحصول على معلومات إضافية في وقت لاحق من تلقاء أنفسهم، وتركز على مجموعة محددة من الأفكار في مجال العلوم والتكنولوجيا. وقد تم تصنيف المضامین الأساسية وفق خمسة مجالات وهي: علوم الحياة، والعلوم الفيزيائية، وعلوم الأرض والفضاء، والتكنولوجيا، والمعلوميات.

مجال علوم الحياة

يهدف مجال علوم الحياة إلى مساعدة المتعلمات والمتعلمين على الفهم العميق للعالم الحي من حولهم، وإشباع فضولهم العلمي والمعرفي، بحيث يبدأ المتعلمون باكتساب معارف ترتبط بمظاهر الحياة عند الكائنات الحية، وكيف تتعايش مع مخلوقات حية أخرى، وكيف تتكيف مع وسطها البيئي، كما يتم التطرق لعدد من المفاهيم والوظائف الأساسية كالربط والاقتيات والتكاثر…، كل ذلك بهدف المساهمة في تنمية وتطوير المعارف والمهارات والمواقف المرتبطة بالتربية الصحية والحفاظ على التربية من التلوث وحماية البيئة وأوساط عيش الكائنات وضمان التوازن البيئي. ويتم التطرق لعلوم الحياة من خلال ثلاث مداخل:

  • صحة الانسان والتفاعل مع البيئة؛
  • خصائص الكائنات الحية ووظائفها الحيوية وتفاعلاتها مع البيئة؛
  • دورة حياة الكائنات الحية، التكاثر، الوراثة والأنظمة البيئية.

مجال العلوم الفيزيائية

تهدف العلوم الفيزيائية إلى فهم الحالات الفيزيائية للمادة وتصنيفها، وأهم التغيرات التي تطرأ عليها إما فيزيائيا أو كيميائيا، كما يهدف هذا المجال إلى التعريف ببعض الظواهر الفيزيائية المتصلة بإنتاج الطاقة ومصادرها وتحولاتها واستعمالاتها المختلفة، واستيعاب المفاهيم الأساسية الخاصة بالضوء، والصوت، والكهرباء، والمغناطيسية، بالإضافة إلى فهم القوى وعلاقتها بالحركة. وتتم دراسة هذا المجال من خلال ثلاثة مداخل رئيسية:

  • حالات المادة وخصائصها والتحولات التي تطرأ عليها؛
  • تصنيف الطاقة واستعمالاتها وطرق وأشكال تحويلها؛
  • حركة الأجسام والقوی.

مجال علوم الأرض والفضاء

مجال يجمع بين مواضيع مرتبطة بعلم الأرض ومواضيع متعلقة بموقعها في النظام الشمسي، يتم التطرق لهذا المحور في المدرسة الابتدائية بشكل تدريجي حلزوني ابتداء من السنة الثالثة من التعليم الابتدائي، ويركز هذا المحور على دراسة الظواهر والعمليات التي يمكن أن يلاحظها المتعلمون في حياتهم اليومية المرتبطة بالخصائص الطبيعية لسطح الأرض وتركيبها، وتعرف موارد الأرض ومجالات استخدامها، كما يتم تناول أسباب حدوث النهار والليل وتعاقب الفصول وتعرف أطوار القمر والنظام الشمسي. ويتم التطرق لهذا المجال من خلال ثلاثة مداخل رئيسة:

  • تاريخ الأرض ومواردها وخصائصها؛
  • موقع كوكب الأرض ضمن النظام الشمسي؛
  • كوكب الأرض طقسه ومناخه.

مجال التكنولوجيا

هي عبارة عن مجال مندمج مع المجالات السابقة، والهدف من إدراجه في المنهاج الدراسي الحالي، هو الأهمية التي أصبح يحظى بها في مختلف المناهج الدراسية المتقدمة، نظرا لما أصبحت تواجه العالم من تحديات جديدة، يلزم معه تنشئة الأطفال مبكرا على الاهتمام بالتكنولوجيا وممارستها بشكل تدريجي في المؤسسات التعليمية؛ ذلك أنها تساهم في تنمية إدراك المتعلمين للمفاهيم، وتطوير قدراتهم من أجل حل المشاكل، ولإعطاء معنى للتعلمات. وتشكل التكنولوجيا مجالا تطبيقيا حقيقيا للعلوم بحيث أنها توفر فرصا حقيقية للأطفال لممارسة مهاراتهم، والمبادرة والتخطيط لمشاريع بسيطة وانتقاء واختيار وابتكار حلولهم الخاصة في التصميم وتنفيذ العلميات، كما تساعدهم على تطوير مهارات وتقنيات مثل القص والربط والتركيب، وغير ذلك، وإعمال المهارات العقلية العليا من مقارنة وتحليل وتركيب وتقييم.

مجال المعلوميات L’informatique

أظهرت العديد من الدراسات أهمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحسين العملية التعليمية التعلمية، وخصوصا في تدريس المواد العلمية، ومن ثمة ينبغي استثمار ما تتيحه المضامين والموارد البيداغوجية الرقمية في الممارسة الصفية، إما باستعمال الحواسيب أو مختلف الوسائط الرقمية؛ ذلك أن لها دور بارز في مساعدة المتعلم على الإدراك الحسي وتقريب الواقع لديه، خاصة عند تدريس بعض المفاهيم العلمية المجردة أو التي لا يسمح الكتاب المدرسى والصور الجامدة بإبراز ما تتضمنه من تفاعلات، مما يسمح بالفهم الصحيح للمفاهيم والظواهر العلمية وتملكها، كما أنها كفيلة بإرساء ثقافة رقمية سليمة داخل الفضاء المدرسي وخارجه، الشيء الذي يمكن المتعلمین من استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل سليم وصحي.

ولقد أوصى الميثاق الوطني للتربية والتكوين باستعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس لتوظيف أمثل للموارد التربوية ولجلب أكبر فائدة منها، كما يهدف برنامج جيني GENIE إلى تطوير استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الممارسات الصفية.

نهج التقصي

ينطلق تدريس العلوم من قاعدة تعتبر أن تعلم العلوم يجب أن يتم بالطريقة التي يتكون بها، بمعنى أن العلوم تكون بالبحث والتقصي، ومن ضمن النهوج التدريسية التي تتماشى وهذا المبدأ والتي أثبت نجاعتها في مجال تدريس العلوم نهج التقصي؛ ذلك أنه ينتقل بالعملية التدريسية من تعلم مرتكز على المدرس وكفاءته ومن متعلم سلبي، يستقبل فقط ما يقدمه له المدرس(ة) من معلومات جاهزة عن طريق الشرح والكتاب المدرسي، إلى تعلم يتمركز حول المتعلم، الذي يقوم بدور فعال في عملية تعلمه ويكون مسؤولا عنها؛ بحيث يتحول المتعلمون إلى الانغماس في المعرفة العلمية، والمهارات، والعادات العقلية، ليقوموا بممارسة العلوم والبحث والتقصي، وحل المشكلات الإبداعية، والتفكير العلمي. إن اعتماد نهج التقصي يسمح بخلق المواقف التي يأخذ فيها المتعلمون دور العلماء، فيبادرون إلى ملاحظة الظواهر، وطرح الأسئلة حولها، وتقديم تفسيرات ممكنة لها، وتصميم وإجراء اختبارات وتحقيقات لدعم أو نقض نظرياتهم، وتحليل البيانات، وتكوين الاستنتاجات، وتصميم وبناء النماذج. إن انخراط المتعلم(ة) في تعلم علمي يعتمد نهج التقصي سيمكنه، بالتدريج، من استيعاب المفاهیم واكتساب المعارف وتطوير الكفايات، الشيء الذي يتطلب وضع برنامج دراسي يیسر تعلم واستيعاب جوانب هامة من العلوم والتكنولوجيا، ويقدمها في شكل مواجهة بين المتعلم(ة) وأنشطة تحفز التحدي العلمي لديه، وتدعوه لممارسة التجريب وإنجاز مشاريع علمية وتكنولوجية في مستواه ومتلائمة مع متطلبات الطفولة، وذلك حتى يتضح للمتعلم(ة) أن تعلم العلوم يقوم، أساسا، على تعلم “الكيفية” و”الطريقة” المناسبة لاكتساب المعرفة العلمية.

الخطوات المنهجية المقترحة لبناء مواضيع النشاط العلمي

أنشطة بناء المفهوم

  1. وضعية الانطلاق: يختار الأستاذ(ة) وضعية يسعى من خلالها وضع المتعلمات والمتعلمين في سياق الموضوع الجديد، ورصد تمثلاتهم ومواجهتها بهدف إحداث خلخلة معرفية فيها. وترتكز هذه الخطوة على وضعية مشكلة مثيرة للتعلم (Situation déclenchante) لها صلة بمحيط المتعلم(ة) وحياته اليومية، مع مراعاة علاقتها بالكفاية المستهدفة والأهداف التعلمية المرتبطة بالموضوع. ويمكن الاعتماد على تجربة مباشرة أو وثيقة مكتوبة أو صور أو شريط فيديو ينتج عنه صراع ذهني لدى المتعلمات والمتعلمين ويولد لديهم مجموعة من التساؤلات؛
  2. تملك الوضعية وصياغة سؤال التقصي: يشتغل التلاميذ على الوضعية لفهمها بمساعدة المدرس(ة)، الذي يتأكد من استيعابهم لها وتملكها، ويساعدهم على الإحساس بالمشكلة، وعلى طرح الأسئلة وتحديد سؤال التقصي وصياغته بشكل دقیق؛
  3. مرحلة تقديم الفرضيات: يقترح المتعلمون والمتعلمات مجموعة من الحلول المفترضة أو تفسيرات أولية شفهيا أو كتابيا، دون الحاجة إلى إثباتها، تشكل جوابا مؤقتا لسؤال التقصي. وينبغي تعويد المتعلمين على افتتاح كلامهم بعبارات من مثل: في رأيي …، أعتقد أن …، من وجهة نظري …؛
  4. اقتراح وتحديد ميثاق العمل: يتفق المتعلمون على میثاق العمل الذي سيساعدهم على التأكد من صحة فرضياتهم، ويحددون الحاجيات، ويحرص الاستاذ على التأكد من مدى إمكانية تنفيذ هذا الميثاق، كما يوفر لهم ظروف الإنجاز؛
  5. مرحلة التقصي لاختبار الفرضيات: يقوم المتعلمون باختبار الفرضيات من خلال عزل المتغيرات واعتماد وسيلة التقصي المناسبة: مناولات أو تجارب و/أو نمذجة و/أو ملاحظة و/ أو بحث توثيقي و/أو زیارات استطلاعية …، حسب طبيعة المشكل. ويسهر الأستاذ(ة) على السلامة من الأخطار أثناء التقصي. ويقوم المتعلمون بتحرير النتائج المتوصل إليها إما باعتماد الرسوم والأشكال أو التعابير الكتابية، بشكل فردي أو جماعي، على دفتر التقصي؛
  6. مرحلة تقديم وتقاسم إنتاجات مجموعات العمل: يعرض ممثلو المجموعات نتائج عمليات التقصي المنجزة، وتتم مناقشتها ومقارنتها بالفرضيات المقترحة من أجل إثباتها أو نفيها. ويقوم الأستاذ(ة) بالتنشيط والاهتمام أكثر بالتمثلات أو الأخطاء التي يمكن أن تظهر خلال هذه المرحلة من أجل تصحيحها؛
  7. مرحلة التعميم: يعتمد هذا النشاط على تدخل الأستاذ بناء على مرحلة التقاسم على تشكيل وبناء التعلمات المستهدفة، وتمكين المتعلمين من توثيقها إما في شكل استنتاجات أو أشكال أو جداول أو خطاطات بهدف التعميم.

أنشطة التطبيق والتقويم والدعم

تهدف هذه الأنشطة إلى التحقق من مدى اكتساب المتعلمين للمعارف والمهارات موضوع التقصي، وللتحقق من مدى تملكهم لنهج التقصي العلمي، ومدى إرساء المكتسبات (قوانین، مفاهیم، معلومات، مهارات، مواقف …)، وقدرتهم على تعبئتها لحل وضعية أو نشاط تطبيقي، بهدف تثبيتها ووضع خطة الدعم وتجاوز التعثرات، وتعدیل سیرورة التعليم والتعلم في مجال العلوم والتكنولوجيا لضمان النجاح للجميع. وحتى تحقق هذه المحطة النتائج المتوخاة منها، ينبغي تنويع وضعيات الاختبار باستحضار المهارات والمجالات العقلية العليا من تطبيق وتعليل عوض الاكتفاء بالاختبارات التي تروم المعرفة.

أنشطة الاستثمار والامتداد

إن تعليم العلوم وفق رؤية تستشرف احتياجات سوق العمل المستقبلية، يقتضي إدراج أنشطة تسعی لتحقیق فهم أعمق للمحتوى والمنهجية العلمية، وذلك من خلال ربط العلم بالممارسة العملية اليومية للمتعلم، باستثمار المفاهيم العلمية المكتسبة في إنجاز مشاريع بيداغوجية تطبيقية، بشكل ثنائي أو في إطار مجموعات صغری خارج الفصل، بإشراف من الأستاذ(ة) بتتبعها وتقويمها وتشجيعها.

وتبقی هذه المحطة أساسية في اكتساب وترسيخ المضمون والمنهجية العلمية، وفي إعطاء معنى للتعلمات. وسعيا إلى ربط الحصص مع بعضها البعض، يستحسن مطالبة المتعلمين في نهاية الحصة بطرح أسئلة أو استفسارات يرغبون في إيجاد إجابات لها، أو اقتراح تجارب أخرى يسعون إلى التحقق من نتائجها خلال الحصة القادمة، من أجل تشويقهم، وتعویدهم على التفكير العلمي من خلال طرح التساؤلات، كما يمكن أن يستغل الأستاذ(ة) هذه المقترحات كنقطة انطلاق في الحصة القادمة، في حالة ما إن کانت مناسبة لذلك.

التنظيم الزمني لمواضيع النشاط العلمي

روعي في تنظيم الزمن المخصص لدراسة محاور ومواضيع النشاط العلمي بالتعليم الابتدائي مبدأ التنويع والتوازن بين الأنشطة، وذلك على امتداد السنة الدراسية التي تتكون من ست وحدات، موزعة على أسدسین متساويين من حيث عدد الأسابيع المخصصة للتعلم والتقويم والدعم، ومن حيث محتوى البرنامج الدراسي. كل وحدة تمتد على خمسة أسابيع، تخصص الأسابيع الأربع الأولى لإرساء التعلمات وللأنشطة التطبيقية والتقويمية المرتبطة بها، في حين يخصص الأسبوع الأخیر من الوحدة لتقويم ودعم تعلمات الوحدة وتوليفها، وتنتظم الدراسة وفق ما يلي:

الغلاف الزمني

يتوزع الغلاف الزمني لمادة النشاط العلمي خلال السنوات الست للتعليم الابتدائي وفق ما يلي:

الزمن السنوي 68 ساعة
الزمن الأسبوعي ساعتان
عدد الحصص 2
مدة كل حصة 60 دقيقة

مدة كل حصة ساعة واحدة (55 دقيقة + 5 دقائق لإنجاز نشاط ترفيهي).

التنظيم المنهجي للوحدات الدراسية

يتم التنظيم المنهجي للوحدات الدراسية على الشكل التالي:

  • الأسبوع الأول من السنة: يخصص لتقويم تشخيصي للمكتسبات ودعم استدراكي (ما عدا السنة الأولى)؛
  • الأسابيع الأربعة من كل وحدة: تخصص لتقديم الحصص الدراسية (ارساء الموارد)؛
  • الأسبوع الخامس من كل وحدة: يخصص لتقويم ودعم وتوليف تعلمات الوحدة؛
  • الأسبوع الأخير من كل أسدس: يخصص لتقويم ودعم وتوليف التعلمات السابقة.

التنظيم المنهجي لأسابيع التقويم للسنوات الأربع الأولى

تخصص الحصة الأولى لتقويم وتفييء المتعلمين حسب نوع التعثرات، أما الحصة الثانية فتخصص للدعم والمعالجة حسب نوع التعثرات، ومدة كل حصة هي 60 دقيقة.

التنظيم المنهجي لأسابيع التقويم للسنتين الخامسة والسادسة

خلال الأسبوع الخامس من كل وحدة، يدرج مكون المعلوميات L’informatique، ويخصص له حصة خلال كل وحدة، مدتها 60 دقيقة وذلك وفق ما يلي:

  • الحصة الأولى: تقويم ودعم التعلمات؛
  • الحصة الثانية: المعلوميات L’informatique.

خاتمة

إذا كانت المدرسة المغربية تسعى عموما إلى إكساب المتعلمين كفايات تضمن لهم النمو والارتقاء، فإنه يتوجب عليها أن تركز اهتماماتها، في النشاطات التي تبرمجها، على مخاطبة عقل المتعلم من خلال وضعيات مثيرة تستنفر قدراته وتتحدى عقله.

والمدرس الذي يسعى لتحقيق أهداف برنامجه، بإمكانه أن يفعل ذلك وفق استراتيجيات مختلفة، ولكن إذا ما أراد أن يكون تعليمه فعالا وأثره أكثر رسوخا، فإنه يضع متعلميه أمام وضعيات تنسجم مع رغباتهم وحاجاتهم وتكون قريبة من مشكلات حقيقية نابعة من حياتهم العملية التي يصادفونها باستمرار.

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

*