الرئيسية » تكوين ذاتي » الأنشطة المندمجة: تعريفها وأهدافها ومجالاتها
المسرح المدرسي نشاط من بين الأنشطة المندمجة المتنوعة
المسرح المدرسي نشاط من بين الأنشطة المندمجة المتنوعة

الأنشطة المندمجة: تعريفها وأهدافها ومجالاتها

تعريف الأنشطة المندمجة

الأنشطة المندمجة هي أنشطة تتكامل مع الأنشطة الفصلية بفضل مقاربة التدريس بالكفايات، تسعى إلى تحقيق أهداف المنهاج، وتعطي هامشا أكبر للمبادرات الفردية والجماعية التي تهتم أكثر بالواقع المحلي والجهوي.

بتعبير آخر، الأنشطة المندمجة أنشطة تربوية ذات طابع تفتحي داعم للأنشطة الفصلية، يعتمد على تنمية البعد الثقافي والإبداعي لدى المتعلمين؛ بغاية ترسيخ الحس الجمالي والفضول المعرفي وقيم المواطنة والعيش المشترك، ويشمل أنشطة التربية على حقوق الإنسان والمواطنة، والأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية والرياضية، والتربية البيئية، والتنمية المستدامة، والتربية الصحية.

ينطلق هذا التعريف من كون التنشيط التربوي وسيلة لإكساب التلميذ كفايات ثقافية واجتماعية تغني شخصيته وتيسر له الاندماج الاجتماعي، فيلعب بذلك دورا أساسيا في التنشئة الاجتماعية من خلال تنمية روح المسؤولية والاستقلالية.

ويقصد بالمسؤولية والاستقلالية في السياق المدرسي قدرة التلميذ على بناء الأحكام والمواقف بناء عقليا:

  • المسؤولية: تدل على قدرة التلميذ على تبني أفعاله، والاعتراف بأخطائه، والعمل على تصحيحها، والوعي بواجباته وحقوقه. وتتجلى أهمية المسؤولية لدى التلميذ في قدرته على الوعي بكونه شخصا يدرك العلاقة بين تفكيره ومواقفه وأفعاله، مما ينعكس على سلوكه بوصفه تلميذا يبني مشروع حياته انطلاقا من هدف ومعرفة بشروط تحقيق ذلك الهدف. وتبدأ فكرة المشروع من مختلف الأهداف التي يكون على التلميذ تحقيقها في حياته المدرسية من نجاح في التعلم وفي اختيار المسار الدراسي. إضافة إلى ذلك، تنمو فكرة المسؤولية تجاه الجماعة من فكرة الانتماء (القسم، المدرسة، الأسرة، المجتمع)، إذ يحتاج التلميذ إلى رابط يجعله جزءا من كل يتفاعل معه.
  • الاستقلالية: تدل على قدرة التلميذ على اتخاذ القرارات بنفسه، وتحديد اختياراته بناء على تقدير صحيح للواقع ولإمكانياته الذاتية. وهي تتوقف على اكتساب الوسائل التي تمكنه من المعرفة، والتفكير، والإبداع، والقرار. فلكي يستطيع التلميذ النمو كشخص فاعل، لا بد له من بناء قدرات ذاتية في التفكير والعمل.

إذن، يمثل الشعور بالمسؤولية شرطا أساسيا للعيش داخل الجماعة على نحو يسود فيه الحوار، وتجد فيه القيم الأخلاقية والمبادئ القانونية دلالتها.

أهداف الأنشطة المندمجة

تهدف الأنشطة المندمجة إلى تحقيق ثلاثة أنواع من الأهداف، أهداف ذات طبيعة ذاتية وأهداف ذات طبيعة اجتماعية وأهداف منهجية.

على المستوى الذاتي

يسمح انخراط التلاميذ والتلميذات في الأنشطة المندمجة بتقوية ملكات ومهارات شخصية واجتماعية. فالنشاط الثقافي والفني والرياضي يشجع روح المبادرة والإبداع، ويعزز الثقة في النفس والرغبة في النجاح، ويفسح المجال لإنجاز عمل يعبر عن رغبة ومجهود والتزام. كما أن الممارسة الإبداعية، مهما كان مجالها، تمكن المتعلمين والمتعلمات من بناء قدرات معرفية ووجدانية واكتشاف مواهبهم وطاقاتهم والتعبير عنها. ويمثل المنتوج الفكري أو الانجاز الفني أو الرياضي تجسيدا لقيمة التلميذ من خلال تثمين إبداعاته الفكرية والفنية والرياضية والاعتراف بها.

على المستوى الاجتماعي

تتيح الأنشطة المندمجة بناء روابط قوية داخل الجماعة، وذلك عن طريق خلق فضاءات للتبادل، والتفكير الجماعي، والحوار، ووضع مبادئ وقواعد للعمل ضمن الجماعة. فهي فرصة للتعبير عن رؤية فردية يتم بناؤها من خلال التفاعل مع الآخرين. وكلما ترسخ العمل الثقافي والرياضي داخل المؤسسة التعليمية كلما زادت فرص بناء الجماعة على أسس التبادل، والتعاون، والتواصل الحر، والتفكير المشترك، واحترام الغير. وهذا من شأنه تنمية حس العمل الجماعي والالتزام تجاه الجماعة.

على المستوى المنهجي

تمثل الأنشطة المندمجة لحظة تعلم، فأهمية ممارسة نشاط فكري أو رياضي تكمن في تعلم التعرف عن أفكارنا وأحاسيسنا والتعبير عنها. وهذا يقتضي التمييز بين الفكرة والرغبة والمشروع، إذ يمر التلميذ من مرحلة التفاعل مع واقعة موضوعية أو ذاتية إلى مرحلة بناء سيرورة للتعبير عنها، وإنجاز عمل حولها. غير أن تحديد معالم هذا العمل ومضمونه يحتاج إلى منهجية، وخطوات عملية، وامتلاك أدوات تعبيرية وتقنيات مختلفة.

هكذا تتحول الفكرة إلى مشروع يتم بناؤه بالتدريج، وهنا يكمن دور المدرس أو المنشط، فتعلم العمل بالمشروع بما يتطلبه من تنظيم وعقلنة، يعتبر هدفا أساسيا لكل نشاط تربوي.

مجالات الأنشطة المندمجة

تتوزع الأنشطة المندمجة بين أنشطة فردية وأخرى جماعية، حسب طبيعتها وكيفية إنجازها والهدف منها. وسواء كانت الأنشطة فردية أم جماعية فهي تندرج في سياق شامل يحدده برنامج متكامل ومنسق.

ويمكن التمييز بين ثلاثة مجالات كبرى حسب نوع الأنشطة التي تفترضها:

  • مجال الفكر والإبداع الفني؛
  • مجال المشاريع العملية؛
  • مجال الرياضة.

تضم هذه المجالات عدة أنشطة، يمكن أن يتم إنجازها في أطر تنظيمية متعددة أهمها:

  • المشروع الفردي: وهو مشروع يقوم على فكرة شخصية يمكن تطويرها في مشروع من قبيل القصة والشعر والرواية…؛
  • مشروع القسم: حيث يكون العمل باسم القسم وتتوزع فيه الأدوار حسب مكونات المشروع وميولات كل تلميذ. وأهم بعد في مشروع القسم أنه يحمل الروح الجماعية لجماعة القسم وقيمه المشتركة؛
  • مشروع مشترك للمؤسسة: وهو عمل يعبر عن هوية المؤسسة ويكون فرصة لإذكاء حس الانتماء. وسواء كان هذا المشروع فكريا أم رياضيا أم فنيا فأساسه العمل الجماعي.

يتسم العمل في النوادي بالاستمرارية، إذ يشكل النادي فضاء لاستقبال التلاميذ والتلميذات وإدماجهم في سيرورة متواصلة.

إن التبادل والتعلم المشترك والانفتاح على الجماعة كلها أمور يتيحها النادي، فضلا عن كونه مجالا لتأطير المشاريع الفردية والجماعية.

يبين الجدول التالي الترابط بين الأنشطة ومجالاتها وأطر إنجازها:

المجالالأنشطةإطار الإنجاز
الفكر والإبداع الفني، التربية على حقوق الإنسان، التربية البيئية والتنمية المستدامةالشعر، المسرح، الصورة، الفيديو، الرسم، الأناشيد، المقالة، القصة، الحكاية…المشروع الفردي، مشروع القسم، مشروع مشترك للمؤسسة، النوادي
المشاريع العمليةتزيين فضاء القسم والمؤسسة، البستنة، التدوير، تنشيط فترة الاستراحة…المشروع الفردي، مشروع القسم، مشروع مشترك للمؤسسة، النوادي
الرياضةرياضات فردية، رياضات جماعيةالمشروع الفردي، مشروع القسم، مشروع مشترك للمؤسسة، النوادي
الترابط بين الأنشطة المندمجة ومجالاتها وأطر إنجازها

الأسس العامة للأنشطة المندمجة

من أهم أسس الأنشطة المندمجة نذكر ما يلي:

  • التركيز على الأبعاد التربوية للأنشطة بما يحقق النتائج التربوية المنشودة؛
  • مراعاة مستوى الفئات المستهدفة؛
  • تحديد أهداف كل نشاط بوضوح؛
  • التنوع والتوازن في برمجة الأنشطة (الاجتماعية، والثقافية، والترفيهية، والفنية، والرياضية…) لتلبية حاجات واهتمامات المتعلمين؛
  • إشراك المتعلم بكيفية نشيطة في البرمجة والإعداد والتنظيم؛
  • اختيار الفضاء المناسب تفاديا لأي ضرر للمتعلم؛
  • تحديد مسؤول أو مسؤولين عن كل نشاط؛
  • منح المتعلمين حرية كافية لإختيار الأنشطة التي تتناسب وميولاتهم وقدراتهم مع مساعدتهم وإرشادهم في ذلك؛
  • تثمين مجهودات المتعلمين وتحفيزهم على مزيد من البذل والعطاء؛
  • تقويم الأنشطة في أفق تطويرها وجذب اهتمام مزيد من المتعلمين بها.

التحضير للأنشطة المندمجة

ينبغي الأخذ بعين الاعتبار العناصر التالية أثناء التحضير للأنشطة المندمجة:

المستفيدون

تعتبر المشاركة في الحياة المدرسية حقا من حقوق الطفل، ومن ثمة تستهدف الأنشطة المندمجة جميع التلاميذ والتلميذات من خلال مقاربة إدماجية تنطلق من مبادئ التنوع والنوع والإنصاف، معتبرة خصوصياتهم العمرية والدراسية والاجتماعية وغيرها.

الفترة الزمنية

يتم الاشتغال على مشاريع الأنشطة المندمجة خارج أوقات الدراسة. كما يمكن استثمار زمن الحصص الدراسية والزمن المدرسي بشكل عام على نحو مرن.

المكان

تتم الأنشطة المندمجة داخل المؤسسة التعليمية وخارجها، حسب طبيعة النشاط ومداه الإشعاعي. ويمكن للأنشطة المنظمة داخل المؤسسة أن تتم داخل الفصل عندما تكون مددها محدودة وتكون موجهة لتلامذة القسم، أما عندما تهم تلاميذ من أقسام مختلفة فيتم الاشتغال عليها في الفضاءات التربوية للمؤسسة، مثل القاعة المتعددة التخصصات، والمكتبة، وقاعة العروض وغيرها.

مراحل إنجاز الأنشطة المندمجة

لإنجاز أي نشاط مندمج، لا بد من التركيز على ثلاث مراحل مهمة وهي: مرحلة التحضير لإنجاز النشاط المندمج، ثم مرحلة إنجاز هذا النشاط، وفي الأخير تأتي مرحلة تقويمه.

مرحلة التحضير للإنجاز

  1. تحليل الرغبات والحاجيات لدى التلاميذ، والحديث معهم حول ميولاتهم الفردية وإمكانات الأنشطة الجماعية وشكلها على صعيد الفصل؛
  2. الاتفاق على القضايا التي يرغب التلاميذ في الاشتغال عليها، وهنا يلعب المؤطر دور التوجيه والمساعدة على التفكير وصياغة الأفكار وبلورة المشاريع؛
  3. بناء برنامج الأنشطة ووضعه في إطار برنامج المؤسسة. هنا يتجلى التنسيق بين الهدف العام للمؤسسة وبين الأنشطة التي يقوم بها كل قسم، إذ يتعين أن يحصل الانسجام في الموضوعات والأشكال الإبداعية والمنتوجات النهائية المنتظرة؛
  4. تحديد الوسائل والدعامات. يضم المشروع الثقافي والرياضي للمؤسسة جميع الشروط الضرورية لإنجازه ونجاحه، ويحدد كيفية تحقيق كل مرحلة وكل عملية فيه. هنا يكون العمل مع الشركاء من خارج المؤسسة التعليمية أمرا مهما. فالتعاون والشراكة مع المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني وسيلتان لدعم العمل وإشعاعه؛
  5. التواصل حول البرنامج، ويكون الهدف منه إيصال عمل المؤسسة المدرسية إلى محيطها الاجتماعي والمؤسسي. ويشكل هذا مدخلا للتعاون بين المدرسة ومحيطها.

مرحلة الإنجاز

  1. قبل انطلاق النشاط، يتم تكوين فريق من التلاميذ والتلميذات للمساهمة في التنظيم والإعداد المادي؛
  2. من المهم إشراك أكبر عدد من التلاميذ والتلميذات في الأنشطة حسب اختيارهم وميولهم؛
  3. من المفيد أن يتوج النشاط بإنتاج مكتوب (قصائد، قصص، مقالات) أو صور وفيديوهات. كما يمكن أن تتكون فرق فنية ورياضية ومسرحية تستمر على امتداد السلك الدراسي؛
  4. يعمل فريق العمل على طبع ونشر الأعمال المنجزة بين تلاميذ المؤسسة.

مرحلة التقويم

يهم تقويم الأنشطة المندمجة سيرورة الإنجاز والنتائج والوقع، ويتم التقويم على مستويين:

  • مستوى برنامج الأنشطة على مستوى المؤسسة؛
  • مستوى كل نشاط على حدى، على مستوى الفصل أو النادي أو غيرهما من البنيات.
الموضوعالجوانب الإيجابيةالجوانب التي تحتاج إلى التحسين
ملاءمة النشاط للمستفيدين
كفاية التهيئ
وضوح الأهداف
كفاية الوسائل
وضوح التوجيهات
وضوح الخطوات
ملاءمة التنشيط
استجابة المستفيدين
الإكراهات
النتائج
الوقع على التلاميذ والتلميذات
نموذج بطاقة تقويم الأنشطة المندمجة

البطاقة التقنية للأنشطة المندمجة

تمثل البطائق أدوات عمل لا بد منها. فهي تتيح توجيه العمل والتواصل حوله وترصيد المشاريع وتطويرها.

وبطاقة النشاط منتوج حيوي يتطور ويتم إغناؤه باستمرار حسب الأفكار الجديدة وخلاصات الأعمال المنجزة. فكل تجديد في الأفكار ومنهجية العمل لا بد أن يجد طريقه إلى البطائق بوصفها صورة قبلية لكل مشروع.

عنوان النشاط:
مجال النشاط:
موضوع النشاط:
الأهداف:
التأطير:
عدد المشاركين:
التاريخ:
المكان:
الوسائل:
سير النشاط:
نموذج بطاقة تقنية لنشاط مندمج

نموذج نشاط مندمج

فترة الاستراحة هي فترة بناء علاقات بين الأطفال. وإذا كانت هذه اللحظة لحظة استقلال عن سياق الفصل المقنن والمخصص للتعلم، فهي مع ذلك تحتاج إلى تدبير يجعل منها مجالا لتعلم التعامل مع الغير وربط الحرية بالقاعدة المنظمة للعلاقات.

وبما أن فترة الاستراحة هي فترة لعب فإن مدخل تدبيرها هو تنظيم اللعب وجعله أداة تنشئة فعالة.

عنوان النشاطلعبة لتنشيط فترة الاستراحة
مجال النشاطالمشاريع العملية
موضوع النشاطقواعد العيش المشترك
الأهدافتأمين لحظات اللعب الجماعي.
الوقاية من العنف بين الأطفال.
التأطيرفريق من المدرسين
عدد المشاركين52 مشاركا
التاريخالسبت 4 نونبر 2023، من الساعة 11:30 إلى الساعة 11:40 صباحا
المكانساحة المؤسسة
الوسائلعلب، حبال، كرات، اعتماد الإذاعة المدرسية، بطائق للألعاب…
سير النشاطتوفير بعض وسائل اللعب البسيطة.
وضع تخطيطات على أرضية الساحة من أجل ألعاب جماعية.
تفيئ التلاميذ بفصل المستوى الأول والثاني والثالث من جهة، والمستوى الرابع والخامس والسادس من جهة ثانية، حرصا على سلامة الصغار.
تهيئ الأطفال من خلال تكوين المجموعات وشرح اللعبة وقانونها.
سير اللعبة مع تحديد الأدوار واحترام قواعدها.
تهدئة الأطفال عند نهاية اللعبة وتهييئهم لاستئناف الدرس.
بطاقة تقنية خاصة بِلُعْبَةٍ لتنشيط فترة الاستراحة

مواضيع ﺫات صلة

التعليقات

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

*