الرئيسية » تكوين ذاتي » الكتب المدرسية حسب المنهاج الدراسي

الكتب المدرسية حسب المنهاج الدراسي

للكتب المدرسية مكانة أساسية في المنهاج الدراسي، فهي الوسيلة التعليمية التعلمية التي تتجسد فيها، بالملموس، الفلسفة التربوية للمجتمع، وتتجلى فيها، بوضوح، القيم والمثل والأفكار والمعارف التي تم اختيارها لتربية المتعلم(ة). فهي تقدم له المضامين المعرفية المفيدة والمثيرة، والتمارين الدافعة إلى البحث والاشتغال، وتوفر الوثائق والدعامات المساعدة على بناء التعلمات خلال الدروس، وقبلها وبعدها. ولذلك فهي بحق أداة لبناء الشخصية ووسيلة ميسرة للتعلم وتشكيل الرؤية الاجتماعية والثقافية والتنموية.

وفي هذا الإطار، واعتبارا لمتطلبات إصلاح تربوي متكامل ومتناسق، تتجه الاختيارات التربوية الوطنية نحو تعزيز الكتاب المدرسي، تأليفا وإخراجا، من جهة، وإمكانية استعمال أكثر من كتاب واحد في المؤسسات التعليمية، من جهة ثانية. وإذا كان المنهاج هو الإطار التربوي المرجعي الموحد وطنيا، فإن الكتب المدرسية متعددة ومتنوعة من حيث المضامين والوثائق والنصوص وترتيب المواد والأنشطة والمقاربات الديداكتيكية التي تقترحها، وهو ما يمنح الأستاذ(ة) اختيارات متعددة للتصرف في تدبير استعمالها بالتكييف والملاءمة مع شروط وسياق التعلمات الميدانية ومع المقتضيات الديداكتيكية للمادة الدراسية، كل ذلك في إطار التعاقدات التنظيمية والتدبيرية المرتبطة بالتقويم والإنصاف وتوحيد الفرص أمام المتعلم محليا وجهويا ووطنيا.

يعد خيار التعددية في الكتاب المدرسي من بين الاختيارات التربوية التي تم تفعيلها ضمن ما نص عليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين. ويهدف هذا التوجه إلى حفز المنافسة والإبداع بين المؤلفين والناشرين في إنتاج الكتب المدرسية والمعينات الديداكتيكية المتنوعة من أجل إثراء الساحة التربوية والثقافية بالمراجع المدرسية.

تسهم تعددية الكتب المدرسية من الناحية التربوية في الحد من تنميط سيرورة التعليم والتعلم، وهي تتيح للأستاذ(ة) اختيار الكتاب الذي يتوافق أكثر مع متعلميه ومستواهم الدراسي وميولهم النفسية والجمالية، وذلك من بين الكتب المصادق عليها، كما يسمح له بالتوظيف الأمثل لتكوينه وكفاءته وأسلوبه البيداغوجي. إضافة إلى ذلك، وانطلاقا من تنوع كتب المادة في كل مستوى دراسي، تتيح تعددية الكتب المدرسية إمكانية استعمال نماذج لوضعيات ديداكتيكية لا يوفرها الكتاب الوحيد، وذلك وفق شروط تسمح بجعل مصلحة المتعلم(ة) فوق كل اعتبار.

مواضيع ﺫات صلة

التعليقات

إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

*