ساحة جامع الفنا

تَظَلُّ ساحة جامع الفنا بمراكش فضاءً شاسعا لا يبلغ المتفرج مداه، لا لبعد المسافات بين حلقة وأخرى، بل لتنوع العروض الفنية التي تثير فضول وغريزة حب الاستطلاع للمتفرج والسائح اللَّذَيْنِ يأسرهما سحر الكلمة والثقافة الشفهية المتعددة الأنواع والأنماط.

ساحة جامع الفنا ميدان لعرض فنون محلية وشرقية متواصلة، طابعها التلقائية والإبداع الشفهي، ووسيلتها “الحَلْقَةُ” التي يقيمها رواة الحكايات والسِّيَرٍ والغزوات البطولية والأساطير. وتقام حَلْقاتٌ أخرى للوعظ، ولِمُرَوٍّضي الأفاعي والقرود … وحَلْقاتٌ أخرى لِمُمْتَهِني الطب الشعبي، كما تُسْمَعُ على مَقْرُبَةٍ من هؤلاء نغمات الْأَجْواقِ الشعبية وأغانٍ جبلية وأمازيغية. وفي أمكنة أخرى تجد بائعي الكتب والمهرجين وصناعاتٍ محلية وأشكالا فنية من الفرجة والتسلية تنتجها العبقرية المغربية الأصيلة.

وعلى هامش هذه “الْحَلْقاتِ” تقام موائدُ في الهواء الطلق تَعْرِضُ عشرات من أصناف فنون الطبخ المغربي الذائع الصيت.

إن هذه الساحة أشبه ما تكون بأثر فَنيٍّ تشارك فيه فعاليات ثقافية واجتماعية، ويتوجُ بإقامة المهرجان الوطني السنوي للفنون الشعبية بهذه الساحة العجيبة، وبقصر البديع التاريخي، فَتُقيمُ عشرات الفرق الفولْكْلورِيَّةِ حفلاتها المتنوعة. كما تقام معارض للفن التشكيلي والزَّرْبِيَّةِ المغربيةِ ومنتوج الصناعة التقليدية الرفيع … لهذا كُلِّهِ قررت اليونسكو اعتبار ساحة جامع الفنا بمراكش مِلْكًا لِلْإِنْسانِيَّةِ.

أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*

*