
تعريف التربية الحركية
تعرف التربية الحركية باعتبارها مجموعة من الأنشطة البدنية والتعبيرية المترجمة ديداكتيكيا، والتي تأخذ بعين الاعتبار خصائص الطفل وحاجاته، وتستهدف بشكل خاص أطفال التعليم الأولي، من خلال السعي إلى تنمية أجسامهم وشخصياتهم وتنشئتهم الاجتماعية بشكل متناغم. مع دمج جميع أشكال المهارات الحركية، سواء تعلق الأمر بالمهارات الحركية الشاملة أو المهارات الحركية الدقيقة، وغالبا ما تكون على شكل ألعاب، تضع الطفل في تفاعل مع البيئة ومع الآخرين، فتسمح له باكتساب مجموعة من الخطاطات الحركية والتصرفات السوسيوحركية الضرورية لتطوره عبر مسار حياته.
تمرر التربية الحركية قيما تربوية، وتساهم في حماية صحة الأطفال عن طريق الاستهلاك الطاقي، وتحريك مجموعة من أجهزة أجسادهم خلال المجهودات المبذولة أثناء اللعب، مما يساعد على تفادي إصابتهم بمتلازمة الأيض: كالسمنة والسكري نوع 2، وأمراض القلب والشرايين والذبحة الصدرية ...
وهكذا، فالتربية الحركية باعتبارها نشاطا بدنيا وترفيهيا مقررا في المدرسة، تهدف إلى تنمية المهارات الحركية للطفل من خلال تفاعله مع مختلف أقطاب النمو (الإدراك، الحركة، الفكر، الشعور، السلوك). في حين أن التربية الحس-حركية تستهدف إعادة التأهيل والنمو الوقائي والعلاجي للأطفال والمراهقين والبالغين على حد سواء، تفاديا للصعوبات التي يمكن أن تعترضهم على المستوى الحركي أو العاطفي.
أهداف ورهانات التربية الحركية
تستهدف التربية الحركية ما يلي:
- تحسين وتجويد الحركة الشاملة والدقيقة لدى الطفل (البنية، التنسيق الحركي، الرشاقة، الدقة ...)؛
- نماء البنية العضوية والوظيفية للجسم؛
- تقوية صحة الطفل الممارس؛
- وعي الطفل بأبعاد المكان والزمان والتموقع فيهما؛
- إنماء المهارات الحركية وتوظيفها في وضعيات مختلفة.
الكفايات المستهدفة في التربية الحركية
إن الكفاية المراد إنماؤها من خلال أنشطة التربية الحركية هي: في متم مرحلة التعليم الأولي، يكون الطفل(ة) قادرا على تملك مهارات حركية تسمح له بالتكيف والتفاعل مع البيئة بطريقة دقيقة ومنظمة والتفاعل الإيجابي مع الأقران.
الخصائص الحركية للمتعلم(ة) بالتعليم الأولي (ما بين 3 و6 سنوات)
يتميز متعلمو التعليم الأولي، بشكل عام، بالخصائص السلوكية الآتية:
- حركات عامة متسرعة وعفوية؛
- صعوبة إدراك الطفل للتموقع في الزمان والمكان؛
- بروز الأنا في علاقته مع الآخرين وخصوصا في مجال اللعب؛
- القدرة على إنجاز حركات مركبة: التسلق، القفز، الجري، ...؛
- انفعالات مزاجية لحظية ومتقلبة يصعب فهمها من طرف الكبار: الفرح، القلق، الضحك، البكاء؛
- التوقف عن الحركة عند الإحساس بالإجهاد؛
- اعتماد الطفل على حواسه في التعلم.
مداخل المنهاج ومحدداته
تم اعتماد مدخلين أساسيين للإطار المنهاجي cadre curriculaire للتعليم الأولي:
- مدخل الإسهام في النمو الحركي للطفل (مدخل النمو)؛
- مدخل إعداد الطفل للتربية البدنية في مرحلة التعليم الابتدائي (مدخل إعدادي).
دليل ألعاب التربية الحركية بالتعليم الأولي
يندرج دليل ألعاب التربية الحركية بالتعليم الأولي في إطار أجرأة وتفعيل مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، ولا سيما المشروع رقم 1: الارتقاء بالتعليم الأولي وترسع وتيرة تعميمه. كما يستمد هذا الدليل مرجعيته، أيضا، من الإطار المرجعي، الذي يعكس إرادة حقيقية لترسيخ مجموعة من القيم الأساسية لنمو الطفل.
وهذا الدليل موجه للمربيات والمربين بهدف تنشيط حصص التربية الحركية بالتعليم الأولي للأطفال الممتدة أعمارهم ما بين سن الرابعة والسادسة.
إن الغاية المرجوة منه (دليل ألعاب التربية الحركية بالتعليم الأولي) هو إغناء، من جهة، المنهاج التربوي للتعليم الأولي المحدد من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومن جهة أخرى فإنه يستهدف ضمان نمو متناسق لشخصية هؤلاء الأطفال وتسهيل نموهم البدني والمعرفي والعاطفي وتطوير استقلاليتهم وتكوينهم الاجتماعي.
تحميل دليل ألعاب التربية الحركية بالتعليم الأولي: