لم تعد التعلمات رهينة الكتب المدرسية ومضامين المطبوعات الورقية، فقد أحدثت تطورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والطفرة المعرفية والمعلوماتية، وتوافر الموارد التربوية الرقمية تحولات عميقة في إمكانية الحصول على المعرفة والوصول إليها؛ وبالتالي في تنوع الوسائل التعليمية المعتمدة.
ومن ثمة ينبغي استثمار المضامين والموارد الرقمية المتوفرة في تخطيط الأنشطة المكملة لما هو مقترح بدليل الأستاذ، وفي جعل أنشطة المتعلمين والمتعلمات تتم مباشرة على حوامل حواسيب ووسائط رقمية؛ سواء داخل القاعات متعددة الوسائط أم باستعمال اللوحات اللمسية والأدوات التكنولوجية المتوفرة؛ ذلك أن لها دور بارز في مساعدة المتعلم على الإدراك الحسي وتقريب الواقع لديه، خاصة عند تدريس بعض المفاهيم المجردة والتي لا يسمح الحامل الورقي بإبراز ما تتضمنه من تفاعلات؛ مما تسمح بالفهم السليم لهذه المفاهيم وتملكه.
ومن بين الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يمكن اعتمادها في هذا المجال:
- الأشرطة الوثائقية التي توفرها شبكة الأنترنت؛
- البرمجيات التربوية الالكترونية ومختلف الموارد التربوية الرقمية التفاعلية؛
- المواقع الالكترونية الأكاديمية؛
- الواقع المعزز Augmented reality وتطبيقاته الرقمية؛
- ما يتيحه موقع TaalimTICE.ma من موارد رقمية ومن سيناريوهات بيداغوجية؛
- ما توفره منصة TelmidTice من دروس وفيديوهات رقمية.
وتوفر هذه الوسائل إمكانية استعمالها بسهولة وسرعة واستقلالية، كما تتيح تنوع الاختيارات بما قد تضمنه من فرص للتواصل والتتبع داخل أوقات الدراسة الرسمية أو خارجها.
وينبغي في هذا السياق تعويد المتعلمات والمتعلمين على الاستعانة بمثل هذه الأدوات والوسائل خارج المدرسة؛ لتمكينهم من تحسين أدائهم وتفعيل مشاركتهم. كما يعتبر الفضاء التربوي الملائم وسيلة فعالة للتنشيط والفاعلية والتنظيم، وبلوغ الأهداف المسطرة.
وفي الأخير، ينبغي التأكيد على أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، شأنها شأن الكتاب المدرسي، لا ينبغي أن تستبعد الممارسة الصفية وتحتكرها معوضة وضعيات تعلم تفاعلية حقيقية، باعتماد المشاريع والأعمال التطبيقية.